أنا الإنسان

كان تافها أمام كل الأشياء حوله هكذا كان إحساسه بنفسه فكل محتويات الطبيعة كانت غالية لها قيمتها وثمنها وكرامتها
بانت له تفاهته أمام كل الأشياء الحية منها والجامدة
فالقمر غال وله قيمته والشمس غالية ولها قيمتها
والبحر والنهر والجدران الصماء والأرض
والسماء والنور والظلام والليل والنهار
وحتى البهائم والحمير


!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!
وتبقى أنت وحدك ياإنسان الحى الرخيص تفقد كل قيمتك إذا لم تمتلك ثمن رجولتك وثمن طموحك وثمن عاطفتك وثمن فهمك وذكائك
أنت وحدك من تمتنع عليك الأشياء إذا لم تسدد ثمنها عند طلبها وأنت وحدك القبيح فى أفكارك والأنانى فى طموحك والحاقد عند حرمانك والبخيل عند شبعك

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كل الأشياء تعطى بلا حدود وبلا حقد وبلا حسد وبلا ضغينة
أما أنت فوحدك من تتاجر بجمالك وتساوم على شرفك وتبيع فهمك لمن يدفع فيه أكثر
قلبك لمن ينافقك ويمدحك وإحساسك لمن يخدعك وغناك لمن يرفعك
أنت وحدك من تتسول بفقرك كأنك لعنة الزمان وخطيئة الكون

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!


لايوجد فى الكون من يهوى قتل نفسه غيرالإنسان
فهو الوحيد الذى يشترى بماله سمومه وهو الوحيد الذى يشترى مسدسا ليطلق رصاصاته على نفسه وهو الوحيد الذى ينتحر بكامل إرادته
هو وحده الذى يستعذب كل ألوان القتل فينتقم ويحسد ويحقد
وهو وحده الذى يحيا أوهام البطولة والتضحية حتى وهو يبكى
وإن أعجب فما عجبى إلا لإنسان يقتل نفسه بطريقة ملفتة حتى يضع صورته على مساحة من الورق تلفت النظر إليه
ماأبله الإنسان الذى أهان نفسه ماأظلمه وما أضله
كرمه الله فهان على نفسه وأهانها

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!

كانت هذه بعض ملامح لإنسان الزمان قد أكون أنا وقد تكون أنت أو هو أو هى....

تداعيات نفس ربما كانت صورا مهترئة لأمثلة كثيرة من الناس تعيش حياتها بمثل هذه الحسرة التى تتبدى فى تلك الملامح

فمن منا من لم يعش أو يرى إحداها تطل من جنبات نفسه أو تستولى على عقله؟


!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !

ربما هناك من يحيا طائعا لخالقه فتستوى له الحياة وتسلم له نفسه..!

أترانا إذا مع كل هذه التداعيات النكدة أكثر بعدا عن طريق الله؟


من الظالم ومن المظلوم أم كلاهما شىء واحد لطبيعة إنسانية جائرة؟


هل استشعرت ظلمك لنفسك؟


ماذا عملت وكيف تفكرت
لتقدم معذرتك إلى خالقك فيما وهبك من عقل وقلب ودين؟